كيف تبحث عن شريك حياتك بفعالية عبر الإنترنت؟
كيف تبحث عن شريك حياتك بفعالية عبر الإنترنت؟
تشكّل العلاقة الزوجية حجر أساس في حياة معظم البشر، فكلّ شخص سيصل إلى الوقت الذي يحتاج به إلى شريك يكمل معهُ حياته، ولكن ليس كل الأشخاص لديها المهارة الكافية في إيجاد الشريك المناسب لهم وخصوصاً عبر الإنترنت الذي أصبح لغة العصر الجديدة، حيثُ يبلغ عدد مستخدميه حالياً وبحسب دراسة حديثة نسبة 56.8٪ من سكان العالم وهناك نحو 50 مليون شخص حول العالم يتعارفون عن طريق الإنترنت، ولكن ولأننا مجتمعات محافظة عليك التفكير جيداً في طريقة اختيار شريك حياتك وذلك لنتائجه الكثيرة التي قد تكون إيجابية أو سلبية بحسب الحالة.
كيف تبحث عن شريك حياتك بفعالية عبر الإنترنت بسهولة؟
فإذا كنت من هؤلاء الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت وتريد إيجاد شريك حياتك من خلاله بعناية، إليك بعض النصائح والطرق المجدية التي يحب عليك اتباعها و المخاطر التي يجب عليك تجنبها:
أوّلاً اختيار موقع مناسب وموثوق به للتعارف وذلك عن طريق قراءة تجارب الناس وآرائهم عن الموقع للتحقق من مصداقيته مع فهم سياسته وشروطه جيداً، فقبل الانضمام إلى أي موقع عليك الحصول على كافة المعلومات المتعلقة به ،وبحسب شركة كومسكور عن التسويق على الشبكة العنكبوتية ذكرت أنّ مواقع التعارف تلقت أكثر من 500 مليون زائر عام 2007 وهذا الرقم في تضاعف مع مرور الوقت.
ثانياً يجب أن تعرف نفسك جيداً وتحدّد خياراتك أي ما الذي تريده بالضبط وما الصفات التي ترى أنَّ وجودها في الطرف الآخر قبل التسجيل في موقع الزواج ،فهذا يساعدك على انتقاء الشخص الأنسب وبناء علاقة متينة معهُ، وذلك من خلال وضع شروطك في ملفك الشخصي ومن ثمَّ يقوم الموقع بمطابقتك بملفات التعريف التي تطابق تفضيلاتك، فوجد العملاء بحسب الاستطلاع الذي أُجري على 19 ألف شخص بين عامي 2005 و 2012 أنّ 45٪ منهم التقوا عبر مواقع التعارف الإلكترونية وتبين أنَّ 5.9٪ منهم تطلقوا مقابل 7.6٪ ممن التقوا خارج عالم الإنترنت.
ثالثاً الصبر والتأني فمن الممكن أن تخفق العديد من المحاولات ،ولكن يجب ألّا تفقد الأمل فهذا قرار مصيري في الحياة يحتاج أن تعطيه الوقت الكافي حتى لاتندم فيما بعد وحتى عندما تتعرف على شخص وتكون إشارات الموافقة المتبادلة واضحة نوعاً ما هذا لا يعني أنّهُ يجب عليك التسرع في اتخاذ القرار دون التفكير جيداً في الأمر، فهذا سيؤدي إلى عدم النجاح في العلاقة وخصوصاً بالسنوات الأولى بعد الزواج وهذا ما أثبتته دراسة معدلات الطلاق خلال عشر سنوات بعد الزواج فكانت النسبة 17٪ لمن التقوا عبر الانترنت مقابل 10٪ ممن التقوا بطرائق أخرى خارج الإنترنت.
رابعاً والأهم الانتباه وأخذ الحيطة، فبرغم كل التجارب الناجحة يوجد احتمال لوجود أشخاص يريدون التسلية وإضاعة الوقت أو يضعون معلومات كاذبة عنهم أو متحررين للغاية أو…،حيثُ أثبتت الدراسات أنّ 53٪ من الأشخاص يضعون معلومات كاذبة في ملف تعريفهم في تطبيقات المواعدة على الإنترنت، فحتى لا تتفاجأ كن حريصاً منذ البداية وتجنب أي شخص غير جادّ يسبب لك الإزعاج والمضايقات، فالانجذاب إلى الأشخاص عبر الإنترنت أمر طبيعي جداً لأنّه يجب ألّا ننسى أنَّ الناس يميلون للظهور على الإنترنت بشكل أكثر جاذبية من الواقع ولهذا يجب عليك عند حد معين من التواصل على الإنترنت مقابلة الشخص في الحياة الحقيقية ثمّ اتخاذ القرار بشأنه.
وتأكيداً على أهمية هذه المواقع أُجريَ استطلاع حولها، فكانت نسبة 26٪ من الناس المشاركين تجد أنّ مواقع التعارف تمنح الثقة والأمل في إيجاد شريك الحياة المناسب ولكن مع ذلك مهما قرأت عن مواقع التعارف وميزاتها لن تتشجع على التسجيل بها دون قراءة تجارب المشتركين فيها وآرائهم، وهل فعلاً كانت كفيلة في تحقيق طلبهم؟!
كيف تبحث عن شريك حياتك بفعالية عبر الإنترنت : جواباً على هذا السؤال نذكر فيما يلي بعض الأمثلة والتجارب:
–سحر 36 عام من مصر تقول: بعد وصولي إلى هذا العمر دون زواج عرضت عليّ صديقاتي البحث عن طريق مواقع التعارف عن زوج، وبعد مدة ليست بالطويلة تعرفت على شاب مصري مهندس يعمل في إحدى الدول الأوروبية وقال لي أنهُ بعد فترة عائد إلى مصر وعندما عاد تقابلنا وتقدّم لعائلتي ووافقوا وتمّ عقد قراني عليه الحمدلله.
–أحلام 32سنة: لم أكن أتعامل مع الانترنت إلّا فيما يخص عملي وكنت مشغولة دائماً ولكن وصلت إلى مرحلة أحتاج بها إلى الشعور بالراحة وإلى شخص يقف بجانبي ويسمعني، بعد البحث قررت الاشتراك في إحدى المواقع وبعد فترة قصيرة بدأ أحدهم بالتحدث معي ومع الوقت بدأت التعلق به، فكان مهتم جداً بي ويصغي إلي دائماً ولكن كان لدي بعض الخوف من أن أنصدم به على الواقع بحكم أنَّ تواصلنا دائماً من خلف الشاشة إلى أن قرّرَ القدوم إلى موطني حتى أتأكد من جديته بالعلاقة وبالفعل تمَّ الاتفاق والزواج.
–راشيل تعرفت إلى زوجها الحالي عبر مواقع التعارف وهو إيطالي مطلق يعيش في دول عربية وبدأ الحديث كل يوم إلى أن توقف لثلاثة أيام فجأة، ولكن بعدها اعتذر قائلاً إنّهُ كان يزور ابنته ويعطيها كامل وقته، احترمتْ صدقه واهتمامه بابنته خاصة أنّهُ كان لديها ولد أيضاً ثمّ جاء إلى لبنان وتقابلا ،وبالفعل أعجبها في كل التفاصيل وفي طريقة تفكيره إلى أن تزوجا بعد عدة أشهر.
–فرح من الأردن: بعد عدة أشهر من التواصل عن طريق إحدى مواقع التعارف اتفقنا أن نلتقي على أرض الواقع، وهنا كانت الصدمة حيث بدا شخص مختلف جداً ومتعصب وكأنّه ليس نفس الشخص، ففوراً أنهيت العلاقة بيننا ولم أعد أعتمد على الإنترنت في التعارف فانتبهوا دائماً حتى لا تندموا.
في الختام نتمنى أن نكون قدّمنا أكبر قدر من الفائدة إلى كل من يحتاج بالفعل إلى إيجاد شريك لحياته عبر الانترنت ولكن لا يعرف الطريقة المناسبة والفعّالة، ربما لأنّ ظروفه لاتسمح له بإيجاده على أرض الواقع، فمن خلال قراءة هذه المعلومات وفهمها جيداً والعمل بها تستطيع بلوغ هدفك والتعامل بذكاء مع هذه التكنولوجيا الرهيبة.